احتضن احد النزل بمدينة بنزرت الندوة الجهوية للاستثمار التي نظمتها المندوبية الجهوية لديوان التونسيين بالخارج تحت إشراف والي الجهة محمد قويدر وحضور النائبين بشير اللزام ورمزي بن فرج إضافة إلى المديرة الجهوية للشؤون الاجتماعية, رئيس قسم النهوض الاجتماعي ببنزرت, والمندوب الجهوي للتنمية الفلاحية وعدد من الإطارات الجهوية إضافة إلى قرابة 40 من ممثلي الجالية «البنزرتية « في الخارج الذي يبلغ تعدادها 96 الف مهاجر شرعي يمثلون 16 بالمائة من متساكني الولاية
إلي تخيّطوه نلبسوه
الندوة التي افتتحها والي الجهة حملت شعار «التونسي بالخارج سند للتنمية « وتضمنت مداخلة حول آفاق الاستثمار في تونس قدمها محمد فوزي بن عيسى رئيس غرفة التجارة والصناعة بالشمال الشرقي ومدير مركز أعمال بنزرت الذي صرح لـ»الصباح» بان الهدف الأساسي من اللقاء هو ربط الصلة بين الجهة وأبنائها المقيمين بالخارج وتعريفهم بإمكانيات الاستثمار المتاحة وطرق التمويل الموضوعة على ذمتهم مع العمل على تذليل الصعوبات البيروقراطية التي تعترضهم مبرزا أن تنمية الحس الوطني لدى الأجيال الجديدة من المهاجرين سيكون له تأثير ملموس على نسق استثماراتهم في المستقبل ومنوها بالتجارب التي أطرتها غرفة التجارة والصناعة بالشمال الشرقي ومركز أعمال بنزرت والتي مكنت شبان من الجيل الثالث للهجرة من بعث مشاريع غير ملوثة , ذات طاقة تشغيلية واعدة و قيمة مضافة عالية خاصة في ميدان البرمجيات الإعلامية.
بن عيسى عدد المشاكل التي يعانيها التونسيون المقيمون بالخارج في غياب خطة اتصالية ناجعة معهم, فلا تبلغهم أصداء المتغيرات القانونية ولا يعتد برأيهم حتى في مسائل تخصهم؛ مثلما أكد زياد الحبيب أصيل العالية والقاطن بفرنسا» ليس لنا رأي معكم- إلي تخيطوه نلبسوه –وسيبقى وضعنا جامدا في غياب هيكل للدفاع عن المهاجرين أو وزارة خاصة بهم مثلما هو الحال في بلدان أخرى.. وأضاف الحبيب»هذا الغياب ولّد انعدام الثقة بين الطرفين وعسر عودة المغتربين وأبنائهم إلى الوطن الأم وحتى من قرر الرجوع فقد اصطدم بارتفاع غير مبرر في أسعار تذاكر النقل وغياب خط بحري مباشر بين مرسيليا وبنزرت».. وختم زياد بان تقلص زيارات المهاجرين سيقلل منطقيا من فرص الاستثمار». رغم إمكانيات المرافقة والتمويل المتاحة التي عددها شكري الماجري رئيس مكتب بنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة ببنزرت في مداخلته حول «آليات تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة».
أما ممثل جمعية العالية –روان فاشتكى من بطء الإجراءات الإدارية في القنصليات والسفارات التونسية فيما تساءل محمد مالك عن دور الملحقين الاقتصاديين بسفارات تونس في باريس وبرلين فاتصالات الجالية هناك للاستفسار حول إمكانيات الاستثمار لا تلقى غالبا الرد الشافي
المجلس الوطني للتونسيين بالخارج؟
نظرا لغياب كاتب الدولة المكلف بالهجرة والمدير العام لديوان التونسيين بالخارج عن الندوة الجهوية فقد اتجهت الأنظار إلى رمزي بن فرج النائب عن القارة الأمريكية وبقية الدول الأوربية والمقرر الرئيسي بلجنة شؤون التونسيين بالخارج في مجلس الشعب لعله يحمل الجديد. بن فرج لم يخيب آمال الحاضرين وأعلن عن تحديد يوم 15 أوت القادم كموعد لفتح باب الترشح للجمعيات الراغبة في الانضمام إلى المجلس الوطني للتونسيين المقيمين بالخارج.. وهي عمليا أولى الخطوات في مسار تركيز المجلس الذي يضم أعضاء مجلس نواب الشعب الذين تم انتخابهم على مستوى الدوائر الانتخابية بالخارج، عضو واحد عن المنظمة النقابية للعمال الأكثر تمثيلا، عضو واحد عن المنظمة النقابية لأصحاب العمل الأكثر تمثيلا، عضو واحد عن المنظمة النقابية للفلاحين الأكثر تمثيلا، 18 عضوا عن الجمعيات والمجالس المنتخبة الناشطة في مجال التونسيين بالخارج والمقيمة بالخارج، عضوان عن الجمعيات الوطنية الناشطة في مجال الهجرة، ثمانية من الكفاءات التونسية المقيمة بالخارج من ذوي اختصاصات متنوعة وحسب الرائد الرسمي 68/2016 فان المجلس سيستشار وجوبا في كل من مشاريع النصوص التشريعية والترتيبية وفي الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بالتونسيين بالخارج المراد إبرامها، ويبدي رأيه في أجل شهر من تاريخ توصله بمشروع النص المعروض
البنية الأساسية تعيق الاستثمار
ولئن بشّر النائب رمزي بن فرج بحل قريب لمشكل التواصل بين التونسيين في الخارج ودولتهم مما يحيي الآمال في بناء جسر ثقة تتدفق عبره الاستثمارات من الضفة الشمالية للمتوسط. فان رجل الأعمال المقيم بفرنسا الهادي الويل أثار مشكل البنية الأساسية المتهرئة التي تجهض حماس المغتربين للاستثمار بمناطقهم الأصلية. مثل منطقة الختمين من معتمدية العالية أين يستثمر منذ سنة 1972 رفقة شريك سعودي في الميدان الفلاحي. وقد ارقهما الانقطاع المتواصل للمياه وغياب الطريق المعبدة. من جهته حذر مهاجر أصيل عوسجة غار الملح من كارثة بيئية ستحدث في مسقط رأسه لتواجد مصب عشوائي عذب المتساكنين أما جاره أصيل الزواوين فعدد المشاكل العقارية التي عطلت مشروعه الفلاحي لمدة 3 سنوات. فيما تذمر بعض المهاجرين من البيروقراطية الإدارية التي كبلت استثماراتهم في العالية وسجنان أين ينتظرون تغيير صبغة الأرض واحتج مهاجر اخر على إدارة «الصوناد» التي حرمته من الماء الصالح للشراب في مسكنه بنهج البرتقال بنزرت رغم دفعه مبالغ طائلة لقاء تلك الخدمة ودعم احتجاجه بنسخ من أحكام باتة لم تنفذ البتة
عقلية السبعينات لا تجلب الاستثمارات
تدخل مراد القينوبي المقيم بفرنسا كان مغايرا لسابقيه إذ طالب الحضور بتجادل قضايا حقيقة لا مشاكل شخصية لن تخدم جوهر اللقاء المخصص للاستثمار الذي يبقى حسب رأيه عبارة مغرية يستلزم تطبيقها تواصل قنوات الحوار طيلة السنة بين الجالية والمؤسسات المتدخلة في الخارج والداخل عوض تخصيص يوم للاستثمار يحضره مهاجر منهك بلغ مسقط رأسه للاستراحة لمدة أقصاها 4 أسابيع فقضاها بين الإدارات لقضاء شؤونه العالقة
القينوبي الذي خبر أوضاع العائلات المهاجرة بفضل عمله الجمعياتي حذر من تواصل التعامل مع الجالية التونسية بالخارج بعقلية السبعينات التي لا تجلب الاستثمارات على حد قوله. وطالب المتدخل باعتماد توصيف جديد للعائلة المهاجرة واكتشاف اهتمامات أطفالها الذين يمثلون الجيل القادم وعدم حشرهم في مدارس صيفية لتعليم اللغة العربية مقترحا اعتماد طريقة «علم الأطفال وهم يلعبون».. هذا المقترح تفاعل معه والي الجهة محمد قويدر الذي أكد حرص إدارته على مرافقة الأطفال التونسيين المقيمين بالخارج عبر برامج تنشيطية هادفة وسعيها لتركيز نقطة اتصال في مقر الولاية لتسهيل شؤون كل أفراد الجالية وتخصيص مكاتب قارة بجميع مقرات البلديات لفائدتهم وسيتم تنفيل المهاجرين أصيلي المنطقة الشرقية بمكتب محلي للتونسيين بالخارج تحتضنه مدينة رأس الجبل. أما فيما يخص البنية الأساسية فقد أكد الوالي حرص المسؤولين على الحد من التفاوت التنموي بين المعتمديات عبر مشاريع بلغت تكلفتها 1.6 مليار دينار تتضمن انجاز الوصلة الدائمة سنة 2020 وإنهاء مشروع التزويد بالغاز الطبيعي سنة 2018 وإحداث فضاء للمسافرين بالميناء التجاري بعد تهيئته في السنوات القادمة.
|