نفذ كما هو معلوم اهالي معتمدية سجنان اضرابا عاما ناجحا يوم الاربعاء الفارط 22 نوفمبر على خلفية اقدام امراة من المنطقة على اضرام النار بجسدها ببهو المعتمدية.

مكتب الشروق بنزرت:  

المرأة أحرقت جسدها احتجاجا على سحب دفتر العلاج المجاني الذي سبق ان مكنوها منه وهي ام لخمسة اطفال وزوجها عاطل عن العمل ويخضع لحصص تصفية دم وحالة هذه الامراة ليست فريدة بل الاف مثلها في سجنان يعيشون تحت خط الفقر والاف من الشباب يعيشون البطالة القصرية فيجهة لا منطقة صناعية فيها وبنية تحتية تشجع على الانتصاب بها معتمدية قدرها ان تعيش الفقر والتهميش رغم ما فيها من امكانيات لا تتطلب غير من يحسن استغلالها وبلغة اخرى شيء من الاهتمام لا اكثر ولا اقل

من جهته امهل الاتحاد الجهوي للشغل السلطة عشرة ايام لتنفيذ المطالب التي ضمنها لائحته واهمها فتح تحقيق جدي في الحادثة يحدد المسؤولية التقصيرية والمطالبة برحيل الوالي باعتباره المسؤول الاول والدعوة لعقد مجلس جهوي استثنائي بحضور وفد حكومي مفوض باتخاذ القرارات من قبل رئاسة الحكومة للنظر في الملفات والمطالب الملحة للجهة في بعدها الاجتماعي والاقتصادي

اضافة لهذه النقاط طالب المضربون بمراجعة المنشور عدد 3 المؤرخ في 27 ماي 2011 والترفيع في عدد المنتفعين ببرنامج مساعدة العائلات المعوزة وتعويض العائلات المتضررة من حرائق صائفة 2017 تحويل المستشفى المحلي الى مستشفى جهوي فتح مركز لتصفية الدم تعهد المؤسسات التربوية وسد الشغورات بها تعهد المنطقة السقوية وتركيز عدادات فردية ومساعدة صغار الفلاحين تسوية الوضعية الاجتماعية والاسراع بانجاز مشروع السكن الاجتماعي اضافة لفتح شباك موحد للصناديق الاجتماعية

مميزات طبيعية هامة وواقع مرير

و بالعودة الى واقع معتمدية سجنان لا احد ينكر ان هذه المنطقة التي يضعها مؤشر التنمية في المرتبة 238 على 264 تعيش اوضاعا اجتماعية مزرية منذ سنوات ان لم نقل منذ عقود ورغم تعاقب الحكومات والمجالس الا ان وضع المعتمدية بقي على حاله بل ربما ازداد سوءا مقارنة بوضع معتمديات اخرى ومن المفارقات ان سجنان المهمشة تتمتع بخصائص طبيعية ومناخية ثرية وهامة ومخزون بيىئي وتاريخي لا يتوفر في مناطق اخرى من ذلك شريط ساحلي يفوق ال50 كلم غابات شاسعة عيون طبيعية تتدفق منها كميات كبيرة من المياه الباطنية 4 سدود ضخمة منطقة سقوية تفوق 3700 هك ميناء صيد بحري منجمان للرصاص واخر للحديد محمية طبيعية بجبل الشيطانة واخرى للابل الاطلسي بالمحيبيس سيدي مشرق ومناطق اثرية بسجنان وتمرة وسيدي مشرق معدل تساقطات يفوق 1000 مم سنويا هذه المعطيات وغيرها تطرح سؤالا عميقا كيف لمعتمدية تمتلك هذه الارقام والمعطيات تتمركز ضمن مجموعة اخر الترتيب في مؤشر التنمية؟

كما سبق ان بينا تتمتع معتمدية سجنان بكل مكونات المنطقة السياحية وخاصة السياحة البيئية من سواحل وجبال وغابات وسدود ومناطق رطبة ومحميات وصناعة تقليدية الفخار البربري المصنف عالميا والمواقع الشاطئية الخلابة خاصة بمنطقة كاب سيراط وسيدي مشرق وعين قروز وغيرها ومع ذلك لا احد التفت الى هذا المخزون رغم وجود المبادرات الفردية خاصة بمنطقة كاب سيراط التي حرص بعض متساكنيها على احياء منطقتهم وتأهيلها وبعث المشاريع السياحية المنتجة بها لكن بدل التشجيع ومد يد المساعدة اليهم لم يجدوا غير التضييقات والعراقيل وهذا ما اشرنا له في مقالات سابقة خاصة حين واكبنا زيارة وفد سياحي من دول اوروبية الى كاب سيراط الاقامة بها في الصائفة الفارطة واهتمامها بها واليوم اصبح لزاما ان نسأل لماذا ترفض الجهات المعنية بالسياحة حل المشاكل الموجودة بمعتمدية سجنان والتي تعيق الاستثمار السياحي بها رغم المخزون الطبيعي المتوفر

حلم الطريق الساحلي

مازال حلم انشاء طريق ساحلي يربط الراس الابيض بطبرقة يراود الجميع فوحدها هذه الطريق لو يتم انجازها ستغير وجه المنطقة واذا ما بعثت الروح من جديد في خط السكك الحديدية (وهذا ما وعدت السلط الجهوية به) يمكن القول ان غدا افضل ينتظر الشريط الساحلي الشمالي للبلاد التونسية ولعل تنشيط الشريط الساحلي الشمالي للبلاد سيعطي لتونس ككل منتوجا سياحيا جديدا مختلفا تماما عن السياحة التقليدية والسياحة الصحراوية وسيجلب لتونس نوعية اخرى من السياح وهذا ما اكده للشروق في الصائفة الفارطة وفد جمعية احباء الارض ببراغ الذين زاروا اقامة القراصنة بكاب سيراط اضافة الى ذلك مازالت الفخاريات المتخصصات في الفخار البربري يحلمن باكثر من المشاركة في المعارض والمهرجانات و يحلمن بقرية حرفية عصريةمتكاملة فهل تحرص الدولة على حسن استغلال هذا المنتوج ام ان هناك من لا يريد ان تتحول منطقة الساحل الشمالي الى منطقة سياحية جديدة وثرية ؟

غراسة اشجار الفواكه الجافة

عدد من المختصين في تجارة الفواكه الجافة اكد للشروق ان التربة والمناخ بجهة سجنان ملائمان لغراسة اشجار متنوعة من الفواكه من ذلك البوفريوة المطلوبة عالميا اضافة لاعادة غراسة اشجار البندق والجوزة والصنوبر الحلبي والتي اتت عليها النيران وتشجيع الفلاحين والشبان على التخصص في هذه الغراسات سيغير وجه المنطقة خاصة وان اسعار هذه الفواكه في الاسواق العالمية مرتفعة جدا ومطلوبة.

الخلاصة سجنان قادرة بان توفر لكل متساكنيها العيش الكريم وهي مؤهلة لان تكون قطبا للفلاحة البيولوجية وقطبا للسياحة البيئية بما تمتلكه من ثروات طبيعية حباها بها الله وهي لا تنتظر غير ارادة صادقة ورؤية جديدة او فلسفة جديدة للتنمية فهل تتحرك حكومة الشاهد في هذا الاتجاه وهي التي تضم ضمن افرادها وزيرا لم يكن ليصل الى مجلس النواب ومنه الى الوزارة لو لم يدعمه عدد هام من اهالي سجنان باصواتهم بعد ان سحرهم ببرنامجه ووعوده الانتخابية. 

الشروق